Washington toward al-Qaida:Contradictory Positions

<--

واشنطن والقاعدة‏..‏ مواقف متناقضة‏

مكرم محمد أحمد

3

1327

طباعة المقال

أثارت الادارة الأمريكية انزعاج العالم أجمع خاصة منطقة الشرق الأوسط عندما اغلقت‏22‏ سفارة وقنصلية امريكية في معظم دول المنطقة‏,‏

بقرار صدر عن الرئيس اوباما خلال اجتماعه مع جميع قادة أجهزة المعلومات والمخابرات الأمريكية, لأن المعلومات التي تملكها هذه الأجهزة ترجح احتمال ان يقوم تنظيم القاعدة بعملية كبيرة ضد أهداف غربية وأمريكية في دول شمال إفريقيا, تضاهي في ضخامتها هجوم القاعدة علي مدينتي نيويورك وواشنطن!

ويزيد من خطورة التحذير الأمريكي أنه ترافق مع التصريحات التي أصدرها قبل عدة أيام أيمن الظواهري رئيس تنظيم القاعدة, يتهم فيها واشنطن بتدبير عملية إسقاط حكم جماعة الإخوان والرئيس المعزول, كما ترافقت هذه التحذيرات مع جهود الوساطة التي تبذلها واشنطن لإجراء تسوية سلمية للأزمة المثارة بين جماعة الإخوان والحكم في مصر, تضمن وقف العنف وإعادة ادماج جماعة الإخوان في حياة مصر السياسية.., ومصدر الغرابة في الموقف الامريكي ان التحذيرات التي أصدرها الرئيس أوباما من مخاطر أن يقوم تنظيم القاعدة بعملية كبيرة في أي من دول شمال إفريقيا في اوائل اغسطس وربما قبل عيد الفطر, ان هذه التحذيرات لم يصاحبها اي اهتمام حقيقي بالدور الذي يلعبه تنظيم القاعدة في سيناء بعد ان منح الرئيس المعزول كل التسهيلات لجماعات السلفية الجهادية, التي هي مجرد اسم جديد لتنظيم القاعدة, كي تعشعش في سيناء, ولم تسأل الرئيس المعزول او جماعة الإخوان عن مبررات هذا التحالف البغيض بين الجماعة التي قدمت نفسها للعالم علي إنها جماعة معتدلة وبين تنظيم القاعدة الذي يعتبر أمريكا الشيطان الاكبر و يري فيها عدوا دائما ينبغي محاربته.., ومع الأسف لا يتضمن جدول الوساطة الأمريكية بين جماعة الإخوان والحكم الانتقالي في مصر ما يلزم جماعة الإخوان بتقديم ضمانات بفض تحالفها مع تنظيم القاعدة, والأخطر من ذلك أن المبعوث الأمريكي بيرنز لم يتحدث مرة واحدة عن خطر العمليات التي يقوم بها تنظيم القاعدة في سيناء علي أمن مصر و أمن واستقرار كل دول الشرق الاوسط, ولم يعلق علي جهود القوات المصرية في مطاردة هذه الجماعات في سيناء التي تحرز تقدما كبيرا.., وأظن أن هذا التناقض في المواقف وعدم المبالاة بمخاطر وجود القاعدة في سيناء يشكل لغزا يتحتم علي الإدارة الامريكية أن تفض كل أسراره إن كانت تريد أن تصبح وساطتها الخيرة في مصر عاملا مهما في استقرار وأمن كل دول الشرق الأوسط

About this publication