إبان بدء الرئيس الأمريكي «أوباما» حملته الانتخابية في 2008، قال في إحدى كلماته التي حضرها حشد من الألمان، يقدر عددهم بـ200 ألف شخص، إن «على الحلفاء أن يثقوا ببعضهم». قال «أوباما» تلك الكلمات في مساع منه لطمأنة الحلفاء الأوروبيين بأنه إذا ما فاز في الانتخابات فسوف لن يتبع نفس السياسة التي اتبعها سلفه الجمهوري «بوش الابن»، والتي ارتكزت على الانفراد بالقرار والمضي في التنفيذ دون مشورة أحد. كان «أوباما» يعني غزو العراق، حينما انفردت واشنطن بالقرار وخاضت تلك الحرب رغماً عن العالم بأسره.
لكننا اليوم، وبعد أكثر من ست سنوات منذ قال «أوباما» تلك الكلمات، التي عبر عن إيمانه فيها بأن على الحلفاء أن يثقوا ببعضهم، يجد الرجل نفسه مضطراً إلى أن يثبت ما قاله، وخصوصاً أن فترة ولايته شهدت سلسلة من فضائح التجسس على حلفائه؛ الحلفاء الذين قال ذات مرة إنه ينبغي عليهم أن يثقوا ببعضهم!
ويبدو أن ثقة حلفاء واشنطن في واشنطن لم تجلب لهم سوى الطعنات من الخلف! ألمانيا اليوم تعيش مرحلة صدمة وهلوسة جراء انكشاف برنامج أمريكي سري للتجسس عليها، ووصل الأمر ذروته حينما قامت وكالة الاستخبارات المركزية بالتجسس على المستشارة «أنجيلا ميركل»، ومؤخراً قامت ألمانيا بطرد مسئول أمريكي يعمل لـ«سي آي أيه»، فيما عبر مسئول رفيع في الحكومة الألمانية عن أن ما قامت به واشنطن جعله يشعر بالرغبة في «البكاء»..!
إذن، تحالفات واشنطن في الشرق والغرب تمر بأصعب اختبار، إذ لا يقتصر الأمر على ألمانيا فحسب، بل ويتجاوز ذلك إلى دول أخرى في الشرق كانت في مرحلة ما تمثل بالنسبة لواشنطن حجر الزاوية في إظهار نفوذها في الشرق الأوسط!
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.