اذا صحت الانباء التي تناقلتها وسائل الاعلام الاسرائيلية امس حول ابلاغ الرئيس الاميركي باراك اوباما الرئيس الاسرائيلي رؤوفين ريفلين خلال زيارته واشنطن الاسبوع الماضي ان الولايات المتحدة لم يعد باستطاعتها احباط مبادرات دولية ضد اسرائيل كما درجت عليه سياستها خلال العقود الماضية فان ذلك يشكل بالتأكيد خطوة بالاتجاه الصحيح على الرغم من ان الرئيس الاميركي اشار الى ان سبب هذا التغير هو عدم حصول الادارة الاميركية على تعهدات من اسرائيل يمكنها استخدامها لتبرير وقوفها الى جانب تل ابيب .
بالامس اعلن في اسرائيل ان سلطاتها صادقت على بناء 82 وحدة استيطانية في مستوطنة رامات شلوموا المقامة على اراضي شعفاط ضمن مخطط لبناء الف وحدة سبق لواشنطن معارضتها .
والسؤال الذي يطرح هنا هو : اذا ما قدم مشروع قرار الى مجلس الامن بخصوص الاستيطان الاسرائيلي غير الشرعي في الاراضي المحتلة بهدف الزام اسرائيل بوقف نشاطها الاستيطاني ، هل ستمتنع الولايات المتحدة عن احباط مثل هذا المشروع ؟ ام ان مصيره سيكون على غرار المبادرات ضد اسرائيل التي احبطها جون كيري على مدى السنوات الثلاث الماضية ، كما ذكر اوباما ،سواء عبر استخدام الضغوط على الساحة الدولية او التهديد باستخدام حق النقض “الفيتو ” او استخدامه فعلا ؟
ان ما يجب ان يقال هنا ان اسرائيل التي اعلن عدد من مسؤوليها مؤخرا انها لا تقوم بخطوة واحدة دون التنسيق مع الادارة الاميركية ما كانت لتتمادى في توسيع استيطانها ومختلف انتهاكاتها للقانون الدولي لولا الدعم والحماية الاميركية على الساحة الدولية ولولا اكتفاء اوروبا ببيانات الشجب والاستنكار .
ولذلك نقول انه حتى يكون للموقف الجديد الذي طرحه اوباما على الرئيس الاسرائيلي مضمون جوهري فان على الولايات المتحدة ان تضم جهودها الى جهود الغالبية الساحقة في المجتمع الدولي التي ترفض استمرار الاحتلال والاستيطان لاستصدار قرار شجاع وملزم في مجلس الامن يقضي بانهاء الاحتلال وتاكيد بطلانه كل اجراءاته في الاراضي المحتلة بما فيها الاستيطان وتمكين الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلةعلى ترابه الوطن وعاصمتها القدس الشريف .
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.