بنظرات حزينة وملامح الآسي يخرجون ليدلون بإعترافاتهم عن أخطائهم، وإبداء أسفهم عنها ظنا منهم أنهم سيبدون شجعاء وسيحترمهم شعبهم .. ولكن الحقيقة هي أنهم يضطرون لذلك بعدما يجدون أن الجميع قد أدرك كوارثهم التي يطلقون عليها “أخطاء”،
وبعد أن تنهال عليهم خطابات اللوم والإنتقاد فيجدون أنفسهم في مأزق الإعتراف.. إنهم رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، التي وصفتهم مجلة “أمريكان ثينكر” بالكاذبون، وأن أفضل ما يليق بهم مقولة الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر ” يظنون أنهم يخدعون الأخرين، ولكنهم يخدعون أنفسهم”.
أوباما .. وإعتراف ليبيا
الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي حصد ألقابا عديدة جراء أكاذيبه الكثيرة والمتكررة، ومن بينها لقب “بونوكيو” القرن الواحد والعشرين، الذي منحته آياه عدة صحف ومواقع، علي رأسهم صحيفة “واشنطن بوست”، وأنه كلما تزداد أكاذيبه يزداد أنفه طولا، حتي أن الكاتب الأمريكي جاك كاشيل أصدر كتاب بعنوان “أنت كاذب” وصف فيه أوباما بمدعي الأكاذيب منذ ظهوره علي الساحة السياسية .. وبالرغم من كل ذلك لايزال أوباما مصرا علي الإدلاء بالأكاذيب، التي كان أخرها خروجه متظاهرا بالآسي والندم وهو فى نهاية فترته الرئاسية ليعترف بأن أكبر خطأ أرتكبه كان عدم وضع خطة واضحة للتحرك في مرحلة ما بعد التدخل العسكري وانسحاب حلف الناتو وترك ليبيا بدون حكومة جديدة بعد إسقاط معمر القذافي.
بوش .. وخطأ غزو العراق
ولا يعد أوباما أول الرؤساء الأمريكيين الذين يعترفون بإرتكابهم أخطاء، فقد سبقه “جورج بوش”، الذي صرّح في أحدي اللقاءات الصحفية عام ٢٠٠٨ بأنه اخطأ في إتخاذة قرار غزو العراق، والذي كان نتيجة للحسابات الاستراتيجية الخاطئة التي قدمها “البنتاجون” إلى البيت الأبيض، والتي أفادت بوجود أسلحة نووية بالعراق قبل غزوها.. تلك “الكارثة” التي يراها بوش مجرد “خطأ”، إعتذر عنه ببساطة، راح ضحيته أكثر من ١٠٦ الف عراقي في الفترة ما بين ٢٠٠٣ و ٢٠١٠، طبقا لهيئة إحصاء القتلي العراقيين.
كلينتون .. مذبحة روندا وفضحية مونيكا
أما الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، فمنذ إنتهاء ولايته الثانية وهو يعترف بمسئوليته عن مذبحة روندا، لتجاهله التحذيرات التي جاءته قبيل المذبحة، والتي خلفت أكثر من ٨٠٠ ألف قتيل في أقل من ١٠٠ يوم، ، إلي جانب تجاهله الجرائم التي ارتكبها متمردو التوتسي ضد المدنيين في الفترة ما بين عامي ١٩٩٥ ١٩٩٨. ومن ناحية أخري، عقب شهور طويلة من الإنكار، إعترف كلينتون عام ١٩٩٨، بعلاقته بسكرتيره مكتبه مونيكا لوينسكي، كما إعترف بأنه أخطأ في حق كل من ضللهم بكذبه، وأولهم زوجته هيلاري.
ريجان .. وفضيحة
سلاح إيران
أما الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريجان، الذي وقعت في عهدة فضيحة “إيران- كونترا” عام ١٩٨٧، حيث قامت الإدارة الأمريكية برعاية ريجان خلال فترة ولايته الثانية ببيع أسلحة لإيران بوساطة إسرائيلية فى صفقة سرية، على الرغم من قرار حظر بيع الأسلحة إلى طهران وتصنيف الإدارة الأمريكية لها “عدوة لأمريكا” و”راعية للإرهاب”. واستخدمت واشنطن أموال الصفقة وأرباحها في تمويل سري لحركة معارضة الثورة المعروفة بـ”الكونترا” التي كانت تحارب للإطاحة بالحكومة اليسارية وحزب “ساندينيستا” الذي كان يحكم نيكارجوا “أكبر دول أمريكا الوسطي”. وبعد نشر العديد من الوثائق والتحقيقات التي أكدت تورط الإدارة الأمريكية في تلك الصفقة، فقد نفي ريجان علمه بالعملية في باديء الأمر¡ وتم تأسيس لجنة تحقيق للقيام بمراجعة خاصة في الفضيحة عرفت باسم “لجنة تاور”، والتي لم تحدد في تقريرها بشكل حاسم درجة تورط ريجان، لكنها انتقدته لأنه “لم يسيطر على فريقه للأمن القومي”، وأمام تلك الضغوط إعترف بخطئه وتحمله المسئولية كاملة.
جون كيندي .. وغزو كوبا الفاشل
وبالعودة لعام ١٩٦١ فقد إعترف الرئيس الأمريكي الراحل جون كيندى بمسئوليته عن غزو كوبا الفاشل. فبعدما أنفق سلفه أيزنهاور ملايين الدولارات للتخطيط لغزو خليج الخنازير في كوبا، فقد فشل كيندى في التنفيذ بعدما إعتمد علي تقارير وكالة المخابرات الأمريكية المركزية، التي جاءت بمعلومات خاطئة كانت نتيجتها تلقي القوات الأمريكية درسا قاسيا علي أيدي الكوبيين برئاسة فيدل كاسترو حيث لم يستغرق الأمر سوي ٣ أيام حتي الحقت كوبا بواشنطن هزيمة نكراء، تعرض علي علي آثرها كينيدي لهجوما شرسا وإنتقاد وحادا مما دفعة للخروج علنا والإعتراف بخطئه وتحمله المسئولية الكاملة قائلا “النجاح له ١٠٠ أب لكن الفشل له أب واحد”.
رابط دائم:
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.