Bush’s Accomplishments – More Poor and More Poverty!

<--

إنجازات بوش.. مزيد من الفقر والفقراء!

طابور طويل من الناس ينتظر أمام مركز لتوزيع الإعاشات للحصول على قسائم الحصص التموينية.. هذه الصورة التي نشرتها صحيفة الاندبندنت البريطانية يوم 2/4/2008 على صفحتها الأولى,

التقرير لم يتحدث عن أي من دول إفريقيا أو أي ما يسمى دول العالم الثالث أو دول المحور الاشتراكي سابقاً أو ما تبقى منه حالياً.. بل هي صورة من الولايات المتحدة نفسها ومن أحد شوارع نيويورك, وبالتحديد من شارع قريب من شارع وول ستريت المعروف بأنه منطقة رجال المال والأعمال.‏

تحت عنوان (أميركا, .2008 الكساد الكبير), كتبت صحيفة (الاندبندنت) تحقيقاً توسطته صورة الطابور عن آخر تطورات المشكلات الاقتصادية الأميركية الناتجة عن أزمة الرهن العقاري التي تشهدها البلاد حالياً. وجاء فيه: الحصص الغذائية هي رمز للفقر في أميركا. أما في عهد أزمة الرهن العقاري, فقد قفز عدد الأميركيين الذين سيعتمدون هذا العام على مثل تلك القسائم من أجل البقاء إلى 28 مليون شخص, من 26,5 مليون شخص في العام ,2007 الأمر الذي يعد مؤشراً إلى أن أغنى اقتصاد في العالم, يواجه حقاً أزمة اقتصادية كبيرة. وأوضح التحقيق أسباباً لازدياد الفقر هي الازدياد المطرد في عدد المنازل التي يفقد أصحابها ملكيتها بسبب عجزهم عن تسديد أقساطها, فقدان المزيد من الوظائف وارتفاع أسعار السلع الأساسية.. فكل ذلك زاد الوضع المتردي وأدى إلى ازدياد اعتماد الأميركيين على برنامج الحصص الغذائية من أجل إعالة أسرهم.. بحيث يرى السائر على الطرق الرئيسة في عدد كبير من الولايات آلاف الأميركيين, وقد انتظموا في صفوف على مراكز توزيع تلك القسائم للحصول على احتياجاتهم الأساسية اليومية من خبز ومواد تموينية, وبحسب وزارة الزراعة فإن تكلفة إطعام العائلات محدودة الدخل, والتي تتكون من أربعة أفراد, ارتفعت بنسبة 6% خلال السنة الأخيرة. وذكرت هذه الوزارة أن في ولاية ميتشغان, مثلاً, حيث المعاناة البالغة منذ فترة والتراجع الحاد في الاقتصاد, قد صار فردان من بين كل تسعة من سكانها يعتمدان منذ العام 2000 بشكل أساسي على القسائم التموينية, بعد أن كان واحداً فقط من بين كل تسعة. كما شهدت ولايات أخرى ازدياداً في الاعتماد على هذه القسائم بنسبة لا تقل عن 10% عن العام الماضي, مثل فلوريدا وأريزونا وميريلاند.‏

تتبع كثير من المقربين والمعارضين لإدارة بوش, بالأرقام الآثار الاقتصادية التي ورثها عن الرئيس كلينتون, وما آلت إليه الأمور بعد أن شن بوش حروبه العدوانية, لقد وجد هؤلاء أن الصورة الأميركية في الداخل الأميركي قاتمة وهو ما استغله الديمقراطيون في حملتهم الانتخابية. لقد كان النمو الحقيقي للناتج الإجمالي المحلي في كانون الثاني 2001 يوم تسلم بوش الرئاسة 4.1 بالمئة فأصبح بعد 3 سنوات من حكمه 2.6 وكان الدين الوطني في الفترة ذاتها 5.7 تريليونات فأضحى 9,2 تريليونات دولار وانخفضت الوظائف في القطاع الخاص من 1,76 مليون وظيفة عام 2001 إلى 366 ألف وظيفة عام 2005 وارتفع عدد الفقراء الأميركيين من 31.6 مليوناً عام 2001 إلى 37 مليوناً في عام .2005 وتدنّت مستويات المعيشة فارتفع عدد الأميركيين من غير المتمتعين بالضمان الاجتماعي من 38 مليوناً عام 2001 إلى 47 مليوناً في عهد بوش. وارتفعت أسعار البنزين, وهو أمر أساسي في مستوى الحياة الأميركية, من 1,4 دولار ثمن الغالون في عام 2001 إلى 3,07 دولاراً/ غالون في عهد بوش. وزادت تكاليف التعليم العالي من 3164 دولاراً في العام للفرد الواحد لتصبح 5192 دولاراً في عهد بوش وانخفضت المدخرات الشخصية من 2,3 في المئة إلى ما دون الصفر أي إلى -0,5 بالمئة.‏

وإذا انتقلنا إلى علاقة الولايات بالعالم ,فإننا نرى العجز التجاري قد ارتفع من 380 مليار دولار في بداية عهد بوش إلى 759 في أواخر عهده, وانخفضت قيمة الدولار من 1,07 يورو لكل دولار إلى 0,68 يورو لكل دولار. وارتفع الاعتماد على النفط الأجنبي من 52% إلى 60%. أما النظرة إلى الولايات المتحدة في الخارج فقد تدهورت إلى أرقام متدنية جداً. كان المؤيدون البريطانيون مثلا 83% فأصبحوا 56% وكان المؤيدون الأتراك 52% فأصبحوا 12%, وتدنت النسبة لدى الألمان من 78% إلى 37%. إن في الدراسة التي قام بها تشارلي كويمبي الكاتب السياسي الأميركي التي أوردت الارقام السابقة, تدل على أن الأوضاع التي سيخلفها بوش لمن سيأتي بعده مزرية جداً, إن الحماية التي يتمتع بها بوش في ظل حصانة الرؤساء قد أوردت أميركا إلى الحضيض. فكأن كل شيء مباحاً للرئيس بوش من غزواته الحربية إلى تدميره للاقتصاد الأميركي دونما رقيب. فأين القيم التي هبّ الجمهوريون للدفاع عنها فيما يخصّ نزوة الرئيس كلينتون مع إحدى الموظفات في البيت الأبيض, حين أقاموا الدنيا عليه لخلعه, بينما عادت المكارثية الإرهابية إلى الوجود خوفاً على السمعة الوطنية في عهد بوش. أيها الشعب الأميركي إنها كارثة حقيقية نجمت عن حروب بوش.