كارتر أم كيندي آخر؟!
أحيانا نخلط ما بين الصورة الملونة والحقيقة المفرغة, ولعل أغلب الناس يتمنون من أعماقهم لو أن الواقع تجمل بالألوان الساحرة!. إلا أن عالم السياسة الموحش يتجمل, وكثيرا ما يتصنع!. ولعل أكثر الشخصيات السياسية إثارة للجدل الآن هو باراك أوباما, فبعد مرور عام من تصدره المشهد السياسي يحتار الناس في وصفه والحكم عليه.
الغريب أن البعض يراه بوصفه كيندي آخر, وآخرين يعدونه كارتر آخر. وهنا وجه الدهشة فتري من سيكون؟!
.. أغلب الظن أنه من الحمق التعجل بإجابة قطعية!, ولكن بعيدا عن ظاهرة الوله بأوباما ـ التي تخبو ـ فإن رصيد الرجل ليس مبهرا بقدر سحره علي مسرح الكلام. إلا أن المرء عليه أن يجادل: تري إلي أي مدي يمارس المجتمع الأمريكي الانفتاح الحقيقي؟, وهل لا تزال صرخة النائب الأمريكي المحترم بول فينداي من يجرؤ علي الكلام؟! قائمة تتحدي من لعنوه!.
.. في الواقع نعم!.. فها هو الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر يقدم اعتذارا علنيا لليهود, بل يتقدم بصلاة من أجل الغفران. وفي رسالة ندم علنية يعتذر عن أي كلمات أو أفعال ربما تكون قد أزعجت الجالية اليهودية!, وباللهجة الاعتذارية نفسها يقول يجب ألا نسمح بأي انتقاد من أجل الإصلاح يلوث سمعة إسرائيل!
وتبدو الأمور غريبة علي الحائز علي جائزة نوبل ألا يملك جرأة الكلام, وقد يجادل البعض بأنه انتقد إسرائيل.. إلا أن المطلوب هو الصمود في وجه العاصفة. إلا أن ذلك يبدو عصيا علي الظواهر الملونة مثل كارتر, الأمر الذي يترك شكوكا قوية علي ظاهرة أوباما ذاتها!.
.. تري هل نحن نحمله أشياء أكثر من قدرته علي الاحتمال؟ بالطبع لا!. بل هو الذي صنع بنفسه ظاهرة أوباما, وقد حملته إلي البيت الأبيض, وساعده سحره علي إثارة المشاعر والخواطر. والآن جاءت لحظة الحساب, وبدا المعجبون يسألون عن الفردوس.. ولكن جاءتهم حقائق السياسة. فلم يعجبهم ما حصلوا عليه
فقد كانت المسافة ما بين الرغبة والقدرة شاسعة.وفي هذه يبدو المشهد حزينا فقد حمله الناخبون إلي البيت الأبيض,وأثبتوا صدق الشعار نعم نستطيع.. إلا أن البطل نفسه أثبت أنه لا يستطيع!.. فلم تزل إسرائيل ترفض السلام وإعادة الأرض, ولا يزال الأمريكيون المسلمون يعانون تبعات الصورة السلبية لهم, ولا يزال الأمر الأرجح أن تنتهي القصة بكارتر آخر!.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.