عندما اطل الرئيس الامريكي اوباما على شاشة القناة الاسرائيلية الثانية وجه رسالتين الاولى, وهي الأهم, كانت موجهة للاسرائيليين, والرسالة الثانية, وهي الوهمية, موجهة الى الفلسطينيين والعرب…
في رسالته الاولى اراد اوباما ان يدافع عن نفسه امام اليهود, فجدد تحالفه وعلاقاته المميزة مع اسرائيل واكد التزام بلاده بأمنها وسلامتها, وحاول تبرير مساعيه السابقة لمد يده الى العالم الاسلامي, فقال انه سعى الى ذلك بهدف خاص هو »تخفيف الخصومة والحد من العدائية حيال الغرب واسرائيل«.
اما الرسالة الثانية فكانت موجهة الى الفلسطينيين والعرب حاول فيها تسويق نتنياهو من جديد, واظهاره على انه رجل السلام القادر على التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين, وقال الرئيس الامريكي انه من الممكن التوصل الى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين خلال الفترة المتبقية من ولايته!!
الرئيس اوباما اراد بيعنا الوهم مجددا, فتجاهل كل الاجراءات الاسرائيلية من استيطان وتهويد ومصادرة البيوت وهدم المنازل, ليقول لنا ان نتنياهو »الصقر المحافظ« قادر على التوصل الى سلام مع الفلسطينيين, وهي دعوة الى استئناف المفاوضات المباشرة, رغم ان نتنياهو الذي يرفض الشروط المسبقة, يريد شريكا فلسطينياً في المفاوضات يوافق على شروط الاسرائيليين, بتأجيل مناقشة موضوع المستوطنات والقدس واللاجئين والمياه الى مرحلة التسوية النهائية!!
بعض قيادات السلطة, وبعض العرب التقط تصريحات اوباما ودعوة نتنياهو الى استئناف المفاوضات المباشرة, وحاولوا نشر روح التفاؤل وروجوا بان الحل اصبح على الابواب, اي قبل نهاية الفترة المتبقية من ولاية اوباما الاولى!!
ولكن ما يجري على الارض, من قرارات واجراءات اسرائيلية, وما نتابعه من فصول الانحياز الامريكي الى جانب اسرائيل ومصالحها, ومن تهديدات اسرائيلية بشن عدوان جديد على لبنان, او شن حرب خاطفة او ضربة مفاجئة للمفاعل النووي الايراني, يقودنا الى استنتاج معاكس تماماً, ويزيد من تشاؤمنا وقلقنا ويجعلنا اكثر قناعة بان اسرائيل تناور وتراوغ وقد تقود المنطقة الى حافة الهاوية في اية لحظة..
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.