موفق محادين
ليبيا على طريق افغانستان
حاليا 3.29 من 512345
تقييم : 3.3 من 5
2011-10-25
وفرت الغارة العدوانية الفرنسية – الامريكية على مدينة سرت, الفرصة للجماعات الاسلامية المسلحة لاغتيال جماعي للقيادة الليبية, ذهب ضحيته العقيد معمر القذافي ونجله وعدد من قادة ليبيا, وبما يذكر بالعدوان الامريكي على العراق وما ادى اليه من اغتيال بالاعدام لرئيس العراق الشرعي الشهيد صدام حسين وانجاله الذين رفضوا الاستسلام كما رفض القذافي ونجله..
وبهذا الاغتيال الجماعي تكون ليبيا قد دخلت النفق الافغاني في ضوء المعطيات التالية:
1- بعكس ما يقال عن تداعيات سلبية على المعارضين للتدخل والحماية الدولية في ليبيا او سورية وغيرها فان مناخات المقاومة هي المرشحة للاتساع وليس تسليم البلاد للاطلسي وعملائه..
2- ما من عدوان امريكي وفرنسي وبريطاني على بلد في العالم الثالث يستهدف او يريد استبدال نظام شمولي بنظام ديمقراطي تعددي, بل التذرع بالديمقراطية لتصفية الدولة برمتها, وتفكيكها واعادة انتاجها على شكل فدراليات طائفية وجهوية متناحرة تضمن النفوذ الاستخباراتي والعسكري الامريكي والاطلسي الى جانب نهب الموارد او النفط او الاستثمار في الجغرافيا السياسية للبلد المنكوب بالعدوان.
3- الحيثيات المحلية المشتركة بين ليبيا وافغانستان, فمقابل دور الاطلسي وعصاباته العميلة التي اعتقلت واعدمت الرئيس نجيب الله المدعوم من روسيا تكرر الامر نفسه مع قيادة القذافي المدعوم من موسكو..
ومن هذه الحيثيات ايضا, النفوذ الكبير للجماعات السلفية ودعمها من قبل الامريكيين سواء في افغانستان او في ليبيا, وليس بلا معنى ان جزءا من المعارضة الاسلامية الليبية كان في افغانستان..
والشاهد هنا, انه كما انفجر الصراع في افغانستان بعد سقوط نجيب الله ودخلت الجماعات المختلفة في حرب اهلية على ايقاع المصالح الاقليمية والدولية, فمن المتوقع بعد اغتيال القذافي, انفجار ليبيا بين السلفيين والعلمانيين وبين الجماعات الاسلامية نفسها.
ومما قد يعزز هذا السيناريو تضارب المصالح الدولية وصراع المراكز العالمية سواء على النفط او على مصادر الطاقة الشمسية الجديدة في الصحراء الليبية كما ان المجتمع الليبي مثله مثل المجتمعات العربية الاخرى ليس مجتمعا مدنيا مندمجا ومن السهل توظيف احتقاناته العشائرية على خلفية الثارات الجمعية بين قبائل الحلف السابق لنظام العقيد وبين قبائل المعارضة.
4- ومن الحيثيات الاخرى موقع ليبيا الافريقي والعربي الحساس كما موقع افغانستان الاسيوي, مما يجعلها ساحة لتصفية الحسابات والرسائل السياسية الاقليمية والدولية..
وتحتل مصر ومستقبلها والصراع عليها وفيها اهمية بالغة في المشهد الليبي الجديد المرشح لان يكون خاصرة خطيرة لاستنزاف القاهرة ومنعها من النهوض بدورها الاقليمي والعربي على الصعيدين العربي والقاري. وهو ما يجعل من ليبيا كما السودان طوقا آخر ضد مخاضات النهوض المصري.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.