Iraq and Obama, the Second Time

Edited by Kyrstie Lane

 

<--

عبدالمنعم الاعسم الذين يعتقدون بان اوباما في ولايته الثانية هو نفسه اوباما، كما كان، في الدورة السابقة، واهمون، ولا يقرأون إشارات التغيير في خطاباته واجراءاته وتلميحاته كفاية، كما يتجاهلون حقيقة ان رؤساء الولايات المتحدة، يرجئون عادة بعض خططهم المثيرة للجدل ومعاركهم الحساسة الى الولاية الثانية.

وما دمنا في شأن العراق فقد عُرف عن الرئيس الامريكي انه وضع جانبا خيار “التدخل” في سياقات الازمة السياسية، ونأى عن التحيز الى جانب هذا الفريق او ذاك، وقد تَرجم هذا الموقف خلال تجاذبات سحب الثقة عن رئيس الوزراء، فيما فُهم نأيه عن دائرة الصراع السياسي العراقي، خطأ، بانه معارضة للقاءات اربيل ومفاعيل سحب الثقة.

بل ان ادارة اوباما لم تتخاشن مع بغداد في مواقف حساسة، مثل التعامل مع الاحداث السورية، او التوجه نحو روسيا في التسليح، او في قضايا الاستثمار في الصناعة النفطية، وتركت الامر الى تعليقات الصحافة الامريكية، والى طاولة ما بعد الانتخابات، وعذرها، ان المعركة الانتخابية لا تتحمل عناوين تصعيد في الملفات الاقليمية والدولية، وتجب الاشارة الى محاولات اوباما منع استخدام الخيار العسكري ضد ايران، على الرغم من الضغوط الاسرائيلية والخليجية لجهة كسر شوكة القوة الايرانية الجامحة.

الرئيس الامريكي، بوجيز الكلام، سيجري تغييرات على سياسته العراقية، بعد ان رفع الحذر من دواعي الانتخابات وتحدياتها، اما الجهة التي ستمضي فيها هذه التغييرات فانها ستتركز على البقعة ذات العلاقة بالصراع على السلطة، وعلاقة ذلك بانتخابات العام 2014 فقد تسربت من البنتاغون وبعض حلقات الاستشارة في البيت الابيض نصائح بوجوب “التدخل” من قبل الرئيس في تلك البقعة لمنع صعود قوة “عدوة” للولايات المتحدة الى سلطة القرار واستفرادها بادارته، ودعت مطالعة عسكرية الى استباق انزلاق العراق الى محور اقليمي مناهض بسلسلة من “المعالجات” في حين اكدت مؤشرات بان اوباما ارجأ اقشتها الى الولاية الثانية، والمهم انه ابدى تعاطفا مع تلك التحذيرات، بحسب التقارير المنشورة.

ارتياح الطبقة السياسية العراقية حيال عودة اوباما الى البيت الابيض، كما يبدو، ينطلق من تمنيات، بين السطور، بان يواصل سياسة ولايته الاولى حيال العراق وشؤونه، لكن التمنيات في السياسة مثل اي بالون تطلقه من نافذة الى الفضاء، قد يعود اليك.. وقد لا يعود.

***

” نحن نقدر الصراحة ممن يحبوننا، أما الصراحة من الأخرين فنطلق عليها وقاحة”.

اندريه موروا

About this publication