ما الذي يجعل دولة عظمى بحجم الولايات المتحدة الأمريكية عاجزة عن تعريف مصطلح الإرهاب..؟
بل ما الذي يجعلها تحاصر إرهاب ردات الفعل دون أن تتقدم خطوة واحدة في بحوثها عن إرهاب الفعل واستفزازيته ليصل بها الأمر إلى تزوير القوانين الدولية ذات الصلة باستخدام العنف المسلح ومسوغاته، لتحرم شعوب العالم من خلال منهجها الماضي بازدواجية المعايير إلى حرمانها من أبسط معايير حقوق الدفاع عن الأرض والشرف والكرامة؟. وما من شك في أن صمت العالم عن فظاظة هذه المغالطات الأمريكية في مصطلح معنى الإرهاب سيهدد الحضارة الإنسانية بأخطر وأبشع برنامج إمبراطوري لتزييف منظومة القيم الأخلاقية، لينتهي تصاعد هذا التشويه لا إلى انحطام مرجعية العدالة في ميزان القانون الدولي فحسب بل إلى تحطيم مرجعية العقل البشري نفسه. من هنا كان العامل الأخلاقي ولا يزال عائقاً أمام تحديد الفواصل الموضوعية لقضية الإرهاب والإرهاب المضاد. وبذلك فإن انخراط بعض الأنظمة العربية في مهمات ــ مكافحة الإرهاب ــ قبل انقشاع الرؤية لوعي مفهوماته النسبية من شأنه تفجير مشكلات جديدة داخل النسيج الاجتماعي لتلك الأنظمة المخدوعة والمذعورة من إرهاب الدولة الأمريكية. والسؤال: إذا كانت موسوعة علم العلاقات الدولية تعرف الإرهاب في أي نشاطات تقوم بها الدولة أو غير الدولة ويتم فيها استخدام العنف بقصد تحقيق أهداف سياسية محدودة فما معنى أن يعمد بعض العرب من استثناء الدولة الأمريكية كراعية كبرى لإرهاب الاحتلال في فلسطين والعراق؟!!
ومن المفارقات الساخرة أن تعريف الإرهاب بحسب وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية يتسع ليشمل مجرد التفكير في ـ إضعاف النظام الدولي ـ وفي مضامين هذا التعريف وجوب إضفاء الشرعية على كل عمل عسكري أمريكي ومباركته بما في ذلك تسويغ المبررات القانونية لاحتلال أي دولة تحت شعار قانون مكافحة الإرهاب. وإذا كان التعريف الغربي لملفوظة الإرهاب لغة هو التهديد باستخدام العنف الناجم عن القلق غير الاعتيادي كمآرب سياسية، فإن الإدارة الأمريكية هي إدارة إيديولوجية تستخدم التهديد والتخويف والترويع لإثارة الرعب ضد كل دولة أو أمة أو ثقافة أو دين لا تستجيب لمطامع هذه العولمة الأمريكية، وبذلك فإن لغم التعريف الأمريكي لظاهرة الإرهاب ومكافحته في حال انفجاره سيقضي على كامل القواعد القانونية الدولية وإلغاء ثوابتها بدءاً من إلغاء مبدأ عدم استخدام القوة في العلاقات الدولية مروراً بإلغاء مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وصولاً إلى إلغاء مبدأ المساواة في السيادة بين الدول.. فهل انتبه العالم إلى أن القوة الأمريكية في اللحظة التي بلورت فيه أخطر تعريف ديكتاتوري للإرهاب قد أعلنت موت الأمم المتحدة ونهاية عصر القانون الدولي يوم أعلن الرئيس الأمريكي الغضب على العالم كله بقوله:
«ينبغي الآن على كل أمة في أي مكان أن تتخذ قراراً هو: إما أن تكون معنا أو تكون مع الإرهاب» وما كان للرئيس الأمريكي أن ينجح في تضليل العالم لولا بعض حركات التطرف الإسلامي التي أفرغت مضمون المقاومة من معناها. وغداً سيكشف التاريخ عن وثائقه فاضحاً صلة العنف الإسلامي بأجهزة الدوائر الأمريكية نفسها فيما شهدناه من تحريض الخارجية الأمريكية على الفتن الطائفية ودعم قوى المعارضة والانشقاق والتدخل السافر في الشؤون الداخلية للدولة المستهدفة تحت شعار ـ الفوضى الخلاقة ـ ويلاحظ من مضمون هذه الفوضى اعتماد الإدارة الأمريكية على أدوات الإرهاب السياسي المستند على إدانة العالم الإسلامي بأحكام مسبقة قائمة على الخلط في المفاهيم والأفكار والمصطلحات لفرض سيطرتها الكاملة على شعوبنا ودولنا وحركاتنا النهضوية والثقافية.
There is a significant omission to this discussion of U.S. problems with mass shootings, bludgeonings, knifings, etc. The common thread through many of these mass killings is psychotropic drugs. See the evidence here: http://www.ssristories.com