The Iraqi-American Discussion

Edited by Anita Dixon

<--

إرسال إلى صديق طباعة PDF

حسين علي الحمداني في ظل حالة اللااستقرار التي تعيشها الكثير من دول المنطقة ، والظروف الصعبة التي تمر بها، تسلط الأضواء الإعلامية والسياسية مجددا حول الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لواشنطن ، تلك الزيارة التي تؤكد دوام الشراكة العراقية الأميركية من جهة ومن جهة ثانية- وهي الأهم- تؤكد مكانة العراق في المجتمع الدولي ودوره في صناعة الأمن والاستقرار، حيث ستكون المبادرة العراقية في حل القضية السورية مكانا مهما في جدول المحادثات العراقية الأميركية.

لهذا فإن المالكي سيحمل معه ملفات عدة أغلبها ملفات معقدة، خاصة أن القضية السورية ستكون حاضرة بقوة في جدول الأعمال ، وحضورها يؤكد الدور العراقي الساعي لحل الأزمة ضمن ما طرح من مبادرات لعل أبرزها المبادرة العراقية التي بدأت تأخذ مداها في المجتمع الدولي، خاصة بعد تراجع خيارات الحرب في سوريا والجنوح صوب الحوار والمفاوضات.

لهذا سنجد بأن المباحثات العراقية الأميركية ستأخذ أكثر من طابع وبعد ، أولها بالتأكيد تطوير هذه العلاقات في عدة جوانب ، والثانية مناقشة قضايا المنطقة وفي مقدمتها القضية السورية والتهيئة لجنيف 2.

وبالتأكيد فإن المبادرة العراقية وموقف العراق بالذات لم يكن يوما ما إلا مع مصلحة الشعب السوري، وإن عملية التغيير المطلوبة يجب أن تكون واقعية وليست مجرد نزوة لدى البعض لتغيير نظام سياسي دون إيجاد أرضية لولادة نظام سياسي ديمقراطي يختلف كليا عن الموجود حاليا، خاصة وإن تجارب التغيير عبر القوة العسكرية والتدخلات الخارجية كانت فاتورتها باهظة جدا وإن بدايات الحروب سهلة جدا لكن شرارها يتطاير ويظل يحرق لسنوات عديدة ولا يمكن إيقافه بالسهولة التي يتصورها البعض.

لهذا فإن المبادرة العراقية ترتكز على وقف فوري للحرب في سوريا وإيقاف تدفق الأسلحة لكل الأطراف، وانسحاب جميع المقاتلين الأجانب والعرب ، وهذه النقطة بالذات تمثل جوهر المشكلة السورية عبر وجود مقاتلين من دول عدة يقاتلون في صفوف فصائل الكثير منها مدرج على لائحة الإرهاب، وإن انسحابهم يضع القضية السورية على سكة مصلحة الشعب السوري وليس مصالح الدول الداعمة لقوى وفصائل في سوريا وخارجها.

الجانب المهم في المبادرة بأن سوريا الآن لا تحتاج الحرب بقدر ما تحتاج البناء وإعمار مادمرته المعارك اليومية ، وإن موقفنا كعرب إزاء سوريا يجب أن ينطلق من وعي بمخاطر الحرب والانتقال لإعمار هذا البلد بدل صرف المليارات لحرب جديدة.

لهذا نجد كمراقبين بأن زيارة السيد رئيس الوزراء لواشنطن تأتي في التوقيت المناسب وتعبر بكل تأكيد على جملة من الحقائق أولها مكانة العراق ودوره الإيجابي في صناعة الأمن والاستقرار، وثانيا تطوير العلاقات العراقية مع دول العالم وفي مقدمتها أميركا بما يؤمن مصالح الشعب العراقي ، وثالثا تعطي رسالة قوية بأن العراق يمارس دوره الريادي في المنطقة بعد أن تراجع في العقود الماضية.

About this publication