خطوات بايدن المَجنونة
علي نصر الله 07 آذار/مارس 2021
افتتاحية الثورة – بقلم رئيس التحرير – علي نصر الله:
كل المُؤشرات المُتوفرة لا تلك التي تَحتاج عملية بحث لتَجميعها، تُؤكد أن إدارة جو بايدن تُواصل سياسة دونالد ترامب ذاتها، تَعتمدُ المسارات نفسها، وتلتزم الخط العام للسياسة الأميركية بفَوارق بسيطة بينها وبين سابقاتها، حالها حال تلك الإدارات التي دائماً كانت تتباين بأنماط الكذب، وبمَقادير الفبركة والصخب، وبأساليب الإثارة والبلطجة، لتَبقى الأهداف واحدة لا تتغير.
ليس في ذلك حُكم مُسبق، ولا أحكام مُتسرعة فيما يُقال بهذا السياق، بل تَوصيف دقيق لما رشحَ حتى الآن عن بايدن وزمرته في الإدارة الجديدة، حيث التصريحات والقرارات والمُمارسات تُشير بوضوح إلى أنّ شيئاً لم يتغير سوى الأسماء والملامح في الخارجية والبنتاغون والاستخبارات والبيت الأبيض، وإنّ القرائن التي تؤكد أن تَغيّراً لم يطرأ إلا باتجاه جنون إضافي تُسجله واشنطن مُتوفرة في كل الملفات وعلى جميع الجبهات.
خطوات بايدن المَجنونة في كل الاتجاهات هي كذلك فعلياً، وإن جَرَت مُحاولة تَقديمها على نحو مُختلف فإنّ الأمر يَعتمل مُستوى أكبر في التضليل، ذلك أنّ هذه الخطوات ليس فقط لا تَنطوي على أيّ جديد، ولا لأنها سلبيّة صدامية، أو تبحثُ عن الصدام والتصادم بلغة تَحشيدية صهيو – أطلسية، بل لأنها خليط خَبيث مُتجانس من كل ما تَقَدَّم.
العلاقةُ مع روسيا، والعقوبات التي تمّ فرضها، هي إجراءاتٌ تَعكس مُباشرة جانباً من جوانب الجنون الأميركي الذي يَكتمل مع مَقولات أولوية التصارع مع الصين، ويُستكمل مع مُمارسة الإرهاب الاقتصادي بأقصى الحدود ضد سورية وإيران وقوى المقاومة، استغراقاً بوهم تَحصيل نتائج مُختلفة في سورية عبر دعم الإرهاب والتهديد بالاعتداءات المُباشرة. وفي إيران عبر مُمارسة الضغوط القصوى. ذلك بَحثاً عن مَوقع لحُثالاتها في جنيف وأستانا، وسَعياً حالماً نحو صيغة أُخرى للاتفاق النووي الإيراني!.
إنّ مُحاولة القول للولايات المتحدة – لإدارة بايدن – إنّ شيئاً مما تُخطط له وتلهث بمُلاحقته، لن يَتحقق في سورية أو مع إيران وروسيا والصين، هي مُحاولة مَشروعة لكنّها غير مُجدية لأسباب كثيرة قد يكون من أبرزها أنّ واشنطن لا تَستمع لصوت العقل، بل ليس فيها عُقلاء لتُدرك أو لتَستنتج أنها لن تُحصِّل إلّا ما يُخالف الصُّور التي تَرسمها الرؤوس الحامية في الدولة العميقة.
والحالُ كذلك، فإنّ العالم سيَكون على مَوعد جديد لمُتابعة مسلسل آخر من مسلسلات الوهم والصلف والعَنجهية والغرور الأميركي، إذا كانت العقوبات ومُمارسة الإرهاب الاقتصادي حلقته الأولى، فإنّ محاولات التَّحشيد واستلحاق الغرب واستنهاض الناتو لاستخدامه، ستكون المادة المحورية لحلقاته المُتسلسلة، ليَبدو أنّ تهديد الأمن والاستقرار العالميين مُقدمة ربما لما هو أخطر، وقد ظهرَت بَوادر مُهمة في اتجاه تَسعير التدخلات المَرفوضة حتى في الشؤون الداخلية للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي!
خطواتُ بايدن مَجنونة فعلاً لأنّها تُسجل إضافة في هذا المَجال، فهي أكثر وقاحة حتى من إدارة ترامب، وقد تَجلت بتَوسيع العقوبات ضد موسكو وتَذهب في هذه الأثناء ربما لمُحاولة تَصنيع مُعارضة روسية، ولتَدخلات فظّة في الصين تحت عَناوين حماية حقوق الإنسان، وفي إيران قُبيل انتخاباتها الرئاسية القادمة، وعلى التوازي تذهب لابتزاز المَهلكة السعودية بأضعاف ما حصلَ عليه ترامب منها، ذلك من بعد إصدار إدارة بايدن تَقريرها عن مَقتل خاشقجي!
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.