يترقب الأميركيون ومعهم بقية العالم ما ستؤول إليه نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية، خاصة مع بدء احتدام المنافسة بين المرشحين الرئاسيين دونالد ترامب عن الحزب الجمهوري وكامالا هاريس عن الحزب الديمقراطي.
ومع تبادل المرشحين الرئاسيين الانتقادات “اللاذعة”، وفي ختام حملة خلطت أوراقها محاولة اغتيال ترامب وانسحاب الرئيس جو بايدن من السباق، يتوقع أن تشهد الأيام المتبقية قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، في 5 تشرين الثاني المقبل، منافسة محمومة. فمن سيحسم المعركة؟ وماذا عن سياسة كل منهما تجاه قضايا الشرق الاوسط؟
السفير السابق في واشنطن رياض طبارة يؤكد لـ”المركزية” ان “بالنسبة للشرق الاوسط، والقضية الفلسطينية، لن يحصل اي تغيير جذري في السياسة الاميركية، بسبب قوة اللوبي الاسرائيلي في الولايات المتحدة الاميركية. وكلنا شاهدنا التصفيق الحار لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال إلقائه كلمة في الكونغرس وكيف ان أعضاء الكونغرس كانوا يصفقون له بعد كل كلمة، لدرجة أنه تضايق وطلب منهم التوقف والاستماع إليه. لذلك، من الصعب ان تتبدّل السياسة الاميركية تجاه اسرائيل من الصعب بشكل كامل. ورغم كل ما فعلته اسرائيل حتى اليوم ولم تستمع لمطالب أميركا، ورغم ان نتنياهو قال في الكونغرس أمورا تختلف عن السياسة الاميركية المعلنة، حاز على التصفيق. وبالتالي، سيطرة اسرائيل على القرار الاميركي لا تتغير بسهولة لكن قد تتغير بعض التفاصيل”.
وعن حظوظ كل من ترامب وهاريس، يقول طبارة: “الانتخابات الاميركية تحصل في عشر ولايات ويمكن ان تقلب النتيجة من مرشح إلى آخر، وهذه يجب مراقبتها مثل ويسنكسن وميشيغان وبنسيلفانيا، أما الولايات الاخرى فثابتة لا تتبدل وتنقسم بين جمهوريين وديمقراطيين. في هذه الولايات، كان الفارق بين ترامب وبايدن كبير قبل ان ينسحب الأخير. عندما جاءت هاريس، عاد الكثير ممن كانوا يقفون جانباً ولا يصوتون لأن برأيهم بايدن أصبح مسناً، ولم يكن باستطاعتهم انتخاب ترامب، وتنفسوا الصعداء لأن هاريس 60 عاماً، صبية نسبياً. وكان عدد المتأرجحين يفوق العادة، فكانت ردة فعلهم أكثر من المنتظر لدرجة ان هاريس استعادت النقاط وتقلص الفارق بين بايدن وترامب في الولايات الاساسية. وهذا ما أظهرته في آخر استطلاعات رأي، وهذا يعني ان المعركة ستكون حامية. لكن هل يا ترى ستكمل هاريس بهذه الفورة غير المنتظرة؟ لا احد يعلم، بانتظار موعد الانتخابات”.
وعن الاختلاف بين هاريس وترامب تجاه قضايا الشرق الاوسط، يجيب طبارة: “في السياسة الاساسية، وبما ان اللوبي الاسرائيلي يسيطر بشكل كبير على الانتخابات، لا فرق كبير بينهما في ما خص علاقة اميركا باسرائيل، إلا ان هاريس انسانية اكثر من ترامب الذي يفتش عن مصالحه. هاريس تحدثت عن حل الدولتين قبل ان تترشح، وعندما بدأت الحملة الانتخابية توجهت الى الفلسطينيين بالقول بأنها تسمعهم بأنها لا تقبل بأن يُقتل الاطفال، اي ان لديها الجرأة الكافية لتقف في وجه اسرائيل، على الاقل في هذه الحالات المتطرفة، كقتل الاطفال. لكن زوجها يهودي صهيوني وصل إلى درجة بدأ يطل على شاشات التلفزة وتحدث باسم هاريس وبأنها تحب اسرائيل، ما أثار امتعاض الصحافة الاميركية، إلى ان توقف وسكت”. أما ترامب فيقول أن في عهد بايدن وقعت حروب في اوكرانيا وفلسطين وشبه حرب مع الصين وعداوة مع روسيا، لكنها لم تحصل في عهده، ليس لأسباب جوهرية بل لأنهم يحترمونه، ولو طلب من بوتين عدم خوض حرب لأصغى إليه لأنه يحترمه ويحبه. لذلك يصعب عليه، إذا نجح في الانتخابات ان يصنع حروباً او الا يحل قضية هذه الحروب. لذلك اتصور ان ترامب سيكون مع السلام، لكن لا نعرف الى اي مدى ستكون هاريس مهتمة بقضية اوكرانيا وانهاء الحرب في غزة وستضع جهدها لإنهاء الحروب التي حصلت في عهد بايدن، لأن ترامب بالتأكيد سيضع كل ثقله في هذا الاتجاه حتى يظهر بأنه رجل سلام ولأنهم يحترمونه ويحبونه يصغون اليه”.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.