America and Cairo

<--

استوقفني تحليل كتبه صحفي امريكي يقول في ان واشنطن لا تستطيع ان تقول انني اقف على مسافة واحدة من المتنافسيْن الاثنيْن على رئاسة الجمهورية المصرية، في الوقت الذي نحتفظ في المنطقة باربع عشرة قاعدة عسكرية ما بين معلنة وسرية، سواء على محيط الجمهورية الايرانية او في «معاقل « تنظيم القاعدة في اليمن وباكستان وافغانستان والشمال الافريقي.

ولم يعد سرا ان العشرات من ملايين الدولارات قد وجدت طريقها لتستقر في مصر ولتغطي نفقات الحملات التلفزيونية والاعلامية والجماهيرية لبعض المرشحين.

وقد لاحظ المراقبون تغييرا في تعبيرات وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون عندما ذكرت انتفاضة الشعب المصري بدلا من كلمة ثورة التي يفضلونها في ادبيات ميدان التحرير.

كما لاحظ المراقبون اصرارها على «احترام حقوق الانسان العالمية » وذلك يعني في القاموس السياسي التوجه لإعادة الاحترام والحقوق السياسية الى الاقباط وجميع الاقليات الدينية ، وتأكيد مساواة المرأة بالرجل، وضمان الحريات الاساسية من تعبير وتنظيم سياسي وراي وتجمع.

عندما تتكلم الارقام الاحصائية نجد ان 54% من الناخبين المسجلين لم يتوجهوا الى صناديق التصويت في الجولة الاولى مما يجعلهم الان صيدا ثمينا للمرشحيْن المتنافسيْن على رئاسة الجمهورية.

لقد غير كلا المرشحين الشعارات البراقة اللاعقلانية التي مارساها في الجولة الاولى وتوجه كلاهما الى خصومه القدامى ليقيم تحالفات جديدة معهم من خلال برامج عمل واقعية ووعود باشراك الاقليات بلجنة صنع القرار السياسي.

وكان من اهم الدروس الانتخابية التي تبلورت في مصر ان اسباب سقوط المرشح عمرو موسى والمرشح عبد المنعم ابو الفتوح اطلاق حملات انتخابية للوطن ككل بدلا من التركيز على محافظة بذاتها واستقطاب اصواتها من خلال تلبية حاجاتهم المحلية الانية وليس القومية الكبرى او الاسلامية العامة. وقد كان لهذين المرشحين اقل نسبة من الاصوات.

يقول المحلل السياسي ان لامريكا مصلحة كبرى في المواقف السياسية للقاهرة تجاه اسرائيل، ومن ذلك احترام معاهدات السلام والحدود والالتزامات في سيناء والعريش.

كما يذكر ان لمليارات العون السنوية التي تقدمها واشنطن الى الشعب المصري اهمية خاصة في الابقاء على السياسات الاقتصادية المفتوحة الليبرالية وليست شبه الاشتراكية.

ولاستمرار الدعم، فمن الضروري ان تحافظ القاهرة على دورها المحوري في العالم العربي وفي المنطقة الشرق أوسطية.

, ولذلك فعلينا ان لا نستغرت قبيل موعد الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة ان يصدر تذكير للناخبين المصريين لينبههم بالعلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن والتي سيكون للصوت الانتخابي دور في تعزيزها,

ولن تعتبر تلك التلميحات تدخلا في شؤون الدولة المصرية او مساسا بسيادتها.

ويؤكد المحلل السياسي الامريكي ان الفريق احمد شفيق ممثل العهد البائد، سيفوز نظرا لانتهاجه سياسة الاعتدال والوسطية والانفتاح الاقتصادي واستعادة الدور المصري اقليميا وعربيا وفرض الامن والاستقرار واحترام الطبقة الوسطى ومنتديات رجال الاعمال.

وسيخسر الدكتور مرسى بالرغم من تحالف قيادات ميدان التحرير مع كوادر الاخوان المسلمين مع اليسار والشيوعيين والفقراء.

About this publication