لهذا كان الإعلان عن “مؤامرة” ايرانية!
احمد شعيتو
يؤكد الكاتب الايراني والخبير في الشؤون الاستراتيجية محمد صادق الحسيني لموقع المنار ان الاعلان عن ‘المؤامرة الايرانية’ المزعومة لاغتيال السفير السعودي بواشنطن مرتبط بعدة اسباب متعلقة بتطورات المنطقة، ويكشف معلومات حول مصالحة سعودية ايرانية كانت ستحصل قريبا جدا وكان ذلك سببا مباشرا للإعلان الاميركي في هذا التوقيت بالذات.
كان لنا الحوار التالي مع الاستاذ الحسيني حول تفسير الاعلان الاميركي وتوقيته وحول الموقف السعودي وتعليقات الاعلام الغربي.
ما هي نظرتكم الى القول بمخطط ايراني لاغتيال السفير السعودي في واشنطن واستهداف السفارة السعودية في الارجنتين؟
أرى في ما اثير من معلومات اميركية رواية بوليسية سخيفة الهدف منها تغطية على الفشل الاميركي على اكثر من ساحة:
-في الموضوع العراقي لأن قائد جنود الاحتلال الاميركي اراد تمديد وجود المحتلين في العراق الى العام 2016 والحصول على حصانة لوجوده لكن محور المقاومة والممانعة مجتمعا وفي طليعته ايران منعوه من الحصول على مثل هذ الجائزة رغم كل ما يفعله في العراق،
لذلك هو يحاول ان يغطي جريمة الابادة الجماعية في العراق ومن جهة ثانية يحاول تفخيخ العلاقات العربية الايرانية عبر اثارة “ايرانفوبيا” (الخوف من ايران).
-الأمر الثاني وهو ربما لا يعلمه الا قلائل: كان هناك محاولة جدية حثيثة لمصالحة ايرانية سعودية ستجري في الكويت في خلال الايام القادمة وربما هذا السبب المهم الآني دفع الاميركيين الى مثل هذه الرواية السخيفة ليمنع هذا اللقاء الذي كان من المفترض ان يحصل بين سعود الفيصل ومحمد الصباح وعلي اكبر صالحي لحل الخلاف المزمن حول الجرف القاري.
هي معلومات دقيقة؟
نعم المعلومات حول هذه المصالحة هي دقيقة.
هل يمكن القول ايضا ان احد دلالات الاعلان الاميركي وجود احتمال لحرب قريبة على ايران عبر اثارة اجواء ملائمة في المنطقة؟
لا اتوقع ان احد دلالات ما حصل وجود حرب قريبة على ايران بل ان ما حصل مجرد تهويل للعرب لكي لا يصالحوا ايران فالهدف منع المصالحة كما ذكرت.
ما تعليقكم على الموقف السعودي من الاعلان الاميركي؟
اعتقد ان السعوديين فشلوا مرة اخرى في قراءة ما يجري في المنطقة العربية ولم يلتقطوا فكرة ان الاميركي والغربي عموما خسر الرهان على اسقاط بشار الاسد، وظنوا ان المعركة على اشدها وان النظام السوري يمكن ان يتصدع فاستمر رهانهم على الخطأ بتقدير الموقف في سورية ووقعوا بالفخ الاميركي، واعتقادهم انهم اذا صدقوا المقولة الاميركية يساعدهم ذلك في الضغط على الحليف الاستراتيجي لسورية.
المستغرب لكل متابع من الخارج كيف ان اليد الصهيونية خفيت على العربي والسعودي لأن التهمة كانت ان هناك مخططا لضرب السفارتين السعودية والاسرائيلية معا فلماذا هذا الازدواج في الهدف؟ هل لأن السعودية هي في نفس البرنامج الاسرائيلي؟ فكيف تقبل ان تعتبر هدفا من قبل مسلمين في حين ان المسلمين يفرقون بين الصهاينة والعرب. دعوتي للسعودية لأن تكون اكثر عقلانية وان تكون مطمئنة لجيرانها المسلمين ولا تقع في مؤامرة “ايرانفوبيا” واستبدال العدو الصهيوني بإيران من اجل استنزاف العرب.
كيف رأيتم تشكيك عدد من وسائل الاعلام الاميركية والغربية بالرواية الاميركية؟
الاعلام الغربي فيه مستويان من العمل: مستوى الحرفية والمهنية، حيث الوازع الحرفي والمهني دعاهم الى التشكيك بالرواية الاميركية، وهناك التأثير المخابراتي، اذ يبدو ان التعليمات جاءت بعدها من الدوائر الاستخباراتية وغيرت رأيهم فأصبحوا يركزون على ان هناك براهين حول المؤامرة في طريقها الى الاعلان. هذا جزء من الحرب الناعمة التي تقودها الاستخبارات وتوزع فيها الادوار.
هذه البراهين التي قيل انها ستُعلن كيف تتوقعون ان تكون؟
نتوقع ان تكون ملفقة تماما كما موضوع شهود الزور والمحكمة الدولية وكما موضوع الادعاءات حول سورية، وكلها برامج تسير في نفس الدائرة لاستهداف المقاومة بكل اعمدتها واطرافها من ايران وسورية ولبنان وفلسطين.. والهدف الرئيسي اغلاق ملف الصراع الاسلامي الصهيوني.
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.